Monday, July 14, 2008

أيها المتبجحون !!


أيها المتبجحون !!
أيها الخجل لقد ذهبت حمرتك ؟
لقد سقط ماء وجه المتشدقين بالديمقراطية والحرية في أكثر من موقع وميدان وفي عصر يتحرك فيه العالم بأسره لكل صغيرة وكبيرة ، مازال صوت العسكر يعلو فوق صوت الأمة، ومازال قانون الغاب له الكلمة العليا ،نتحسر على زمن كان بصيص الحرية فيه أبين وأوضح من فلق الصبح،كان التعليم فيه محدوداً،وكانت الأمية فيه غالبة،لم نكن نسمع عن الفضائيات، ولم يجل بخاطر الناس أن الأحداث سيأتي عليها يوم وتنقل للعالم في أقل من لمح البصر، ومع هذا كان للمواطن رأي يعمل به،صحيح كانت المادة سيدة في ذاك الوقت، وكان المقربون من الديوان الملكي لهم الكلمة العليا،لكن الحرية كانت أكبر وأعلى قدراً،كان المواطن على بساطته يعلم أن رأيه سيوضع في الاعتبار، وسيقام له وزن، وإن تغلبت العصبية في بعض الأحيان، وإن علا صوت المال والجاه في أحيان أخرى، لكنهم كانوا يقيمون للانتخابات وزناً،لقد استفزني السلوك المشين من أشاوسة الداخلية وهم يمنعون الناس من الوصول إلى صناديق الاقتراع في دائرة الجمرك والمنشية بالإسكندرية،ويدججون العسكر بالسلاح، ويحولون لجان الانتخابات إلى ثكنات عسكرية ليحيلوا بين الناس وما يريدون، وكأن المعركة الدائرة في الانتخابات ليست بين أبناء الوطن الواحد،وكأنها بين أبناء الوطن المتمثلين في أشاوس الداخلية وبين آخرين يريدون اغتصاب حقوقهم، وانتزاع سلطانهم، إنه زمن عجيب على كل مافيه، وإن كان هذا ليس بعجيب على زمن أصبح الحصول فيه على ما يكفى من الخبز أمراً مستحيلاً، ليس هذا بمستبعد على ربع قرن من الزمان يردح فيه الشعب تحت إرادة واحدة وقبضة واحدة، عقمت مصر أن تلد مثلها، وعقم التاريخ أن يجود بمثله، سيسجل التاريخ أن التزوير في هذا العهد كان غير مسبوق، سيسجل التاريخ أن أبناء الوطن الواحد عاشوا غرباء، لكن المشكلة في أي صفحة سيكون هذا السجل، وفي أي موضع سيكون المآل والمصير؟
إن التزوير سلاح العاجز عن المواجهة، إنه حيلة السارق الذي ينتزع الحقوق ويروِّع الآمنين دون رقيب ولا حسيب، السلطة تعيش في وادٍ والرعية في أودية أخرى، بأي منطقٍ يستبيح المتشدقون بالديمقراطية الكراسي وينصِّبون أنفسهم نواباً عن الشعب والشعب منهم براء؟
متى نفيق ؟ متى نعلم أن التضييق على الشعب لا يولد إلا الانفجار، متى يعلم المزورون وأعوانهم جرمهم وإثمهم، أسألهم كيف يطيب عيشهم، وكيف يصوتون بعد ذلك على قوانين ودساتير تكون حكماً في الشعب بعد ذلك، إن شهادة السارق، والمزور لا تجوز، ومن يسرقون المقاعد لا يحق لهم بحال أن يكونوا أمناء على مصالح الناس،إنَّ الذئب لا يرعى حيث تكون الغنم..
أعلم أن الإعلام سيخرج غداً ليتحدث عن الفوز الكاسح والانتصار الغير مسبوق لمقاعد أُفرِجَ عنها بعدما انقضت نصف مدة المجلس الحالي، وكأنهم أفاقوا من غفلتهم ، وعدَّلوا من أوضاعهم، وجمَّلوا صورتهم، لكن العزاء الوحيد في ما أشار إليه الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم في أمثال هؤلاء عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ص:"إنَّ مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت " معنى الأمر في الحديث: قوله ص: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" للعلماء في مفهوم أمره ص أقوال منها: الأمر للتهديد والوعيد، فيكون المعنى: إذا لم يكن عندك حياء فاعمل ما شئت فإنك معاقب مجازى على صنيعك، وقد يكون في الدنيا أو الآخرة أو في كليهما..
وهذا ما أصبحنا نعيشه واقعاً أليماً ،إذا ذهب الحياء فكل شييء مباح،إذا أصبح اللص مؤتمناً فقل على الدنيا السلام، لكنني أهمس في أذن من يغرهم السلطان قائلاً إن الكراسي لن تدوم طويلاً،وإنَّ جرم التزوير وكل من يشارك فيه عظيم عند الله تعالى بل هو كبيرة من الكبائر بنص حديث رسول الله الصحيح "
ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله , قال : الشرك بالله , ثم عقوق الوالدين وكان متكئا فجلس,ثم قال : ألا وقول الزور , ألا وقول الزور , فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت.
وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم : أكبر الكبائر الإشراك بالله , وقتل النفس , وعقوق الوالدين , وقول الزور .
احذروا أن تبوءوا بهذا الإثم العظيم، واحذروا أن تكون المقاعد عليكم حسرةً وندامةً يوم القيامة..
وأقول لمن نُزِعت منهم الكراسي عنوة ودون وجه حق، لقد قدمتم إلى الله المعذرة، ولقد عافاكم الله فاحمدوا الله تعالى، وحسبكم مكانتكم في قلوب الناس ، (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء:227)
وأقول لمن استشعروا المرارة لأنهم لم يوفقوا في الوصول ليقولوا كلمتهم لقد أخذتم بالأسباب وحسبكم أنكم قدمتم ما استطعتم، وحسبكم أن تنجوا من السؤال يوم القيامة وإلى الله المشتكى .
د.إيهاب فؤاد

No comments: