Sunday, July 13, 2008

رصاصة في قلب الوطن !!


كثيرة هي الرصاصات الطائشة التي تقتل دون قصد، أو تجرح دون عمد، وظني أنها صاحبها ربما يكون جرمه أخف بكثير من جرم المتربص الذي خطَّطَ ودبّر، ثم أطلق وعن عمد أصاب أو قتل،ربما يكون الفاعل في الرمي خطئاً معه العذر، لكن الرامي عن عمد لا عذر له، حالتنا في وطن ضربه الغلاء في مقتل،وأطاح بأرباب العقول أنه ربما كان مع سبق الإصرار والترصد، إنها جريمة تشبه إلى حد كبير جرائم القتل الجماعي التي تتولى التحقيق فيها محاكم دولية، لقد أصيب وطننا في مقتل، أصيبت حياتنا في مقتل، ولقد كبَّرنا على راحة البال أربعاً من التكبيرات، وصلينا على زمن الرخاء، وودَّعنا الراحة حتى يأذن الله تعالى بالفرج من عنده، وإن كنتُ ألوم الحكومة الرشيدة على سراب الرخاء الموعود فإنني لا أعفي من ذلك شعباً فقد الإرادة الحرة التي تحركه وتجعله يستعلى علي بطنه التي يدور حولها حيث دارت فيفقد بذلك توازنه، ويفقد معها كل قيم جميلة، جمعني وصديق لي حوار حول تلك القضية فقال يا سيدي البطون الجائعة لا تعرف المثل العليا،إن الشعب يتحمل جزءً كبيراً من القضية، لو أننا كنا أصحاب إرادة قوية وقاطعنا من يغالون في الأسعار حتى عجز عن مجاراتها الغني قبل الفقير لأرغمناهم على عدم المبالغة، حين يموت غيرنا من أبناء فلسطين في ساحة الجهاد وهم يدافعون عن الأرض والعرض ونموت نحن تحت أقدام الواقفين في طوابير الخبز فهذا أيضاً اعوجاج في الفهم يوحى بأننا قد أُصِبنا في مقتل، وكثيراً ما تساءلت ماذا لو مرت مصرنا الحبيسة بما مر به إخواننا في غزة من حصار، وتضييق، وغلاء ؟ هل كنا سنصمد كما صمدوا؟هناك من يصطادون في الماء العكر،وهناك من يحتكرون السلع ليبيعوها للبسطاء الكادحين بأضعاف أضعاف ثمنها، وهناك من يتفقون فيما بينهم على رفع سعر سلعة ويدفع الثمنَ المواطنُ البسيط،فالغلاء كل يوم لا كل سنة وحركتنا المضادة تكاد تكون منعدمة النظير.لقد أصيب الوطن في مقتل ويحتاج إلى جرَّاح ماهرِ ليخرج الرصاصات التي أفقدته الحركة والقدرة على التفكير حتى يفيق من غيبوبته ويقول كلمته.
د.إيهاب فؤاد

No comments: