Sunday, January 25, 2009

إنهم فتيةٌ آمنوا بربهم


مازلت كغيري من المهتمين بواقع أمتنا ومحاولة تحليله للإستفادة من الواقع مبهوراً بتلك البطولات الأخاذة، وذلك الصمود الذي أبهر الدنيا كلها، وفي نفس الوقت ذلك العار الذي يطارد وسيلاحق المنادين به حتى في قبورهم، لقد بهرني ثبات أولئك الفتية الذين سطروا صفحات من نور في سجل الجهاد، وأيقظوا تلك الفريضة الغائبة والتي كنا نتناولها على استحياء ووجل، خوفاً من البطش والتنكيل والإرهاب، والتهم المفبركة لتلصق بكل حر أبي، لم تكن منظومة النصر التي عزفتها المقاومة في غزة العزة سوى نبت طيب لأمة لا ينضب فيها معين الخير، ولا تُعدَم الرجال الأشداء الذين يذبون عن دينهم ويدافعون عن كرامتهم مهما كان الثمن، ولا تُعدَم أولئك الأطفال الذين ولِدوا عمالقةً في زمن الخنوع، وأباةً في زمن الذل، وأعزاءَ في زمن التنازلات،لم يكن غريباً أن يتحدث الأطفال كأعظم الرجال ليعزفوا سيمفونية الثبات، ولعلني لا أنسي تلك الطفلة التي أبكت وائل الدحدوح على شاشة الجزيرة وهي تحكي عن المجازر والمآسي، وأشلاء الشهداء التي تناثرت أمامها واستشهاد ذويها، ورغم هذا تقول بكل ثبات، لن نترك أرضنا، نعيش هنا، ونموت هنا، فهنا أرض المحشر والمنشر، فبكى كما بكت معه الملايين التي شاطرت العمالقة الأفراح والـأتراح، لقد صنع التاريخَ فتيةٌ آمنوا بربهم، اتخذوا من كتاب الله مؤنساً ومعيناً، ومن قيام الليل زاداً يستجلبون به رحمات الله وغفرانه، تحللوا من الدنيا، فكانت الآخرة جُلَّ همهم، ولم يخدعهم شبابٌ، ولا قوةٌ ولا فتوةُ، لقد جعلوها لله في زمن يعربد فيه أقرانُهم، ويقضون أوقاتهم بين المعاكسات، والمسامرات،والعلاقات العاطفية، جيلٌ رباني، آمن بالله رباً فقاده إيمانه إلى المعجزات، واتخذ من رسوله قدوة فأنارت لهم الطريق، ومن كتاب الله هادياً ومرشداً ودليلاً، فكان نعمَ الصاحب في الدُلَجِ، لله درهم،لقد ثبتوا ثباتاً راساخاً بنفوس مطمئة إلى الحق الذي عرفت،فهو دليلهم إلى الحق الذي عرفوا، وله في نفوسهم سلطان يملك عليهم زمام حياتهم، وفي نفس الوقت آلمني أقزام خرجوا من خباء النساء، يولولون ويتحسرون، ويرتمون في أحضان الإحتلال، يشوهون الجهاد، وينالون من المجاهدين ليسرقوا ثمرةَ الدم والعرق، لعل ألسنَتَهم قد سالت، ولعل لعابَهم قد نزل على أفواههم لرغبتهم الملحة في مزيد من الثراء على حساب وطنٍ مجروح، وشعبٍ مكلوم، والتاريخ كما أنه لا يرحم أحداً فمزابله مليئة بأمثال عبد ربه، ودحلان، ليس عجيباً أن ينعق الناعقون ليبحثوا لهم عن موضع قدم على قارعة الطريق لعل أحداً أن يذكرهم، في أحضان رام الله ترتمي سلطة المحتل التي كبَّلت المجاهدين، وأغلقت دون الإنتفاضة التضامنية في الضفة كل باب، يعلو الرويبضة ويتاورى الفرسان في زمن الأقزام، ولا يضر الشجر أن يرمى بحجر....
د.إيهاب فؤاد

Thursday, January 15, 2009

ياضمير العالم متى تستفيق ؟

ياضمير العالم متى تستفيق !!
آه أيها العالم المليئ بالرزايا، والمحمول فوق كف المنايا متى تستفيق !
كم من دماءٍ أريقت فوقَ أرضك ، وكم من جرائم ارتُكِبت فوق ثراك، وكم من حقوق اغتُصِبت تحت عينك
وكم من مظلوم قهره الظلم، واخرس صوته الجَورُ، وكم من مسكين داسته رحى الجبروت والطغيان !
وكم من أرواح أزهقهتها أيدٍ آثمة دون أن تراعي للبشر حرمة أوتقيم لهم وزناً !!
كم من صرخات دوت في جنباتك ؟
وكم من ضحكات ملأت فضاءك !
وكم من دموع سَحَّت على خدودٍ لم تعرف سوى الألم، ولم تستيقظ يوماً سوى على أصوات المدافع، وضجيج الدبابات وحثيث النار !!
كم من صمتٍ قطعه صوتُ ناعق !
وكم من بومٍ أنذر بخراب دور !!
كم من أحلامٍ عصفت بها رياحٌ عاتية
وكم من آمالٍ لم يدم أَمَدُها ولم يطل عمرها بفعل من سكنوك
أبحث عن وطن آمن لا تحكمه شريعة الغاب !!
أبحث عن وطن يسكن فيه الإنسان، تحكمه قيمُ الإنسان، عن وطنٍ لاتسكنه الغربان
أبحث عن وطنٍ تعلوه القيمة، والعدلُ، لايكسوه الحرمان، عن وطنٍ للانسان..
متى يجد الإنسان راحته، أين ينشد الإنسان أمنه ؟
مالذي قبح في الحياة كلَّ جميل؟
ومن الذي أجهض كل بذرة للخير دون أن تنبت؟
أين رحابة الكون، وفساحة الفضاء؟
أين ضحكات الصبايا، وألعاب الأطفال، وأحلام الملوك؟
لماذ أصبحنا غرباء في أوطاننا؟
غرباء في أفكارنا؟
غرباء في معاملاتنا؟
غرباء حتى بين لاقرب الناس إلينا؟
أين أخوة الدين، اين أخوة الدمـ أين أخوة النسب؟
أين أخوة المصير، ووحدة الهدف ؟
أيها العالم قد أوولمك في وقت لايلومك أحد؟
وقد أعذرك في زمن لم تعد تجدي فيه الأعذار ، لكنني لا أعذر بني قومي الذين تخلو عن مصدر عزهم طائعين، وتنازلوا عن قيمهم وقدموها قرابين، لا أعذر قوماً بين أيديهم مصدر قوتهم، ومكنمن عزهم ويصرون على أن يستبدولوا بقوانين الله قوانين أخرى..
بني قومي ألا نستحق أن نقف على أعتاب ماضينا ،ة نأخذ العبر ، ونستلهم العز والمجد، ونوقظ الأمل في قلوب طالما اشتاقت لتبقى عزيزة ؟؟
ألا يتسحق الإنسان أن يستشعر نعمة الأخوة، نعمة الدين، نعمة الإسلام؟
ياضمير العالم ألا تستفيق؟
أنما حرك سكونك صراخ الأطفال؟
أما هزَّ أركانكَ بكاءُ الثكالى؟
يا إخواننا في أرض الجهاد، ياتيجان رءوسنا هل تعذروننا وقد غُلَّت أيادينا، وحيل بيننا وبينكم على غير إرادة منا؟؟
يا دماء الشهداء الزكية هل نزفك يغفر قلة حيلتنا وقد عاف الكرى أجفاننا في ليل شديد الوحشة
لكننا نرى عيوناً تبصر رغم الضباب، وآذاناً تسمع رغم الجدران، وشمساً تطل على الدنيا تملأ الكون دفئاً
فما عادت تجدي الكلمات !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. إيهاب فؤاد

Monday, January 12, 2009

صدر حديثاً


ولدي إليك وصيتي !



ولدي إليــــك وصيتـــي

فوصيتي كـــنزٌ ثميـــن
أشهرْ سلاحــــك لِلـــعدا

زلزلْ عروش الطامعينْ
كُنْ في الصفوفِ مجـــاهداً

واحمـــلْ سلاحك لا تلينْ
ذُدْ عن حياضك ثــــائراً

شوِّه وجـــوه الخائنيـــن
خُذ مِنْ نبيـــك قـــــدوةً

لا تَتْبَـــعنَّ الهالكيــــنْ
الجبنُ آفــــــةُ خـــــانعٍ

الجبنُ زادُ العاجزيـــن
البـــــأسُ يصنع أمـــــة

بدمائهــــا نصـر مـبـيـن
د.إيهاب فؤاد

Sunday, January 11, 2009

عناقيد الغضب

عناقيد الغضب !!
صرخات تشق صوت الفضاء، وأنفس تبيت رهينةَ قيدِ السجان، وعسس يهدر بصوت العناء، ورءوس تثقلها كثرة الأنواء، صيحات مع كل صباح ومساء تنطق فينا ، وتعربد في أجوائنا المتخمة بالكثير من الأهازيج، كلما علا صوت المؤذن استنكر فينا خنوعنا، وضعفنا، وهزالنا، وصمتنا المريب، خيولُنا لاتصهل، وسيوفُنا لاتضرب، ومدافُعنا لا تدوي، وطائراتنا مقصوصة الأجنحة، ودفاعاتنا مخترقة، ليوث على بعضنا البعض، أسود محليون من الطراز الأول، ونعامات دولية أيضاً من الطراز الأول ، متناقضات في متناقضات، لكنها توحي بإفلاس في القيم، وغياب للضمير، وتفضح مؤامرة خسيسةً،حتى أنه ماعاد يجدي انتسابنا للعرب، وماعاد يثمر انتماؤنا للوطن، وهتفت مع من هتف، بعد أن وقعنا فريسة للعجز، وتسمرنا في الأرض، بينما أرض الرباط تنتهك، يضاجع قدسنا أخس الخلق، لم يعد يشفي غلتنا غضب، ماعاد يمحو العار، ماعاد يجدي أن نتغنى بشهامة العربي، وكرم العربي، بعد أن فقدنا شهامتنا، وهجرنا مروءتنا متناسين أن الله سائل كل راع عن عتاده الذي يحبسه ودماء المسلمين تنزف، وعن جيوشه الخامله وجيوش الكفر تعربد في أرض الإسلام، بينما تاريخنا ينهار، ومآذننا تستباح، وأمتنا تسقط، يذبح أبناء الأمة على مرأي من أعين لم تعد ترى، وآذان فقدت سمعها، ونتذرع بالصمت العاجز، ونتشدق بديمقراطية عرجاء، اليوم دعاة الحرية والديمقراطية حظروا بث قناة الأقصى، يستكثرون على المجاهدين أن يعبروا عن أنفسهم، وأن تكون لهم قناة تتحدث باسمهم، والله إنها من بشريات النصر، واستكمال لمسلسل الهزيمة، والإفلاس الذي بدأ بضرب المدنيين العُزَّل، واعتقال الأبرياء الآمنين، وقتل الأطفال، وترويع الشيوخ، إنه الإفلاس الذي لطخ وجه صهيون بالعار، والذل، والشنار، يريدون أن يغطوا هزائمهم، وأن يكتموا أسرارهم المشينة، وأن لايظهروا بطولات المجاهدين التي أقضت مضاجعهم، ودكت حصونهم، وزلزلت قلاعهم وجعلتهم يتخذون من الملاجئ الأرضية سكناً يدارون فيه فزعهم، إنها بشريات النصر التي وعدها الله عباده الصابرين، ووعدها المتقين، وملامح الهزيمة للقوة المزعومة، وإليكم بعضاً من هذه البشريات :
*لم ينجح الجيش الصهيوني في اصابة خلية اطلاق صواريخ واحدة.. رغم التحليق المكثف لطائراته.. ورغم مساحة القطاع الضيقة التى لا تجاوز جواً مساحة الثلاث عشرة كيلو وهو مايجعل من اطلاق الصورايخ أمراً بالغ الصعوبة .. ورغم ذلك لم تتوقف الصاوريخ، وتضرب بكفاءة عالية، لايفقد صاروخ هدفه، ولا يضل طريقه، والاستمرار في حد ذاته دليل على انتصار المقاومة لأنه كان هدفاً رئيسا من الحرب اليهودية على غزة..
*مفاجآت القسام تتوالي ولأول مرة بدات اولى مفاجات القسام تتضح.. بصواريخ يصل مداها الى 45 كيلوا متراً.. لتضع قرابة ثلاثة ارباع مليون صهيوني تحت تهديد القصف الصهيوني..!
*صواريخ القسام جعلت سكان المدن والمغتصبات في محيط ال50 كيلو متر يعيشون في الملاجئ وبعضهم توجه إلى تل أبيب هرباً من نيران القصف الصهيوني.. أصبحت مدينة بئر السبع "وهي من المدن الهامة" في مرمى النيران القسامية وتم اصدار الاوامر باخلائها حتى اشعار اخرJ.. ولعلنا شاهدنا صورة وزير الصناعة وهو ينزل تحت عجلات احد السيارات اثناء حدوث صوت صاروخ في مؤتمر صحفي .
*جميع قيادات الصف الاول والثاني والثالث القسامية والسياسية.. بفضل الله تعالى لم يصب احد منهم باذى..ولم يسجل الصهاينة نصراً باصابة أحدهم.
* استهداف المدنيين، والجامعات ،والمدارس، والمساجد، والبيوت دليل إفلاس وانكسار وهزيمة.
* المبادرات الهزيلة للبحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه.
على المستوى الشعبي
صمود يستحق الدراسة، وثبات يستحق الإشادة من جانب الفلسطينين في غزة دون استثناء.
*تفاعلات في أنحاء العالم، وخروج للملاين حركها صمود الأبطال في الميدان. ويظل حداؤنا الدائم :
هذي الديار ديارنا مهما خبت .... فينا المروءة والشجاعة ياعرب
هذه الدماء دماؤنا مهما جثت ..... بعد السلام أنوف قوم للركب
هذا الشهيد شهيدنا مهما عبث .... صوت الخديعة في أناشيد الغضب
الأرض تقسم أنها لن تنحني ..... وكذا صبايا القوم في عز تهب
ويبقى الأمل في نصر الله لعباده، نصراً يعز به الإسلام وأهله، ويخذل الباطل وأهله.
د. إيهاب فؤاد

Saturday, January 10, 2009

شكراً لكم وإن كنتم لا تستحقون !!


شكراً لكم وإن كنتم لاتستحقون ....!
سألني صغيري كم قتل اليهود من من حماس يا أبي ؟
فقلت له لم يقتلوا احداً من حماس، إن من طالتهم الرصاصات قد ارتقوا إلى ربهم، وأنعم عليهم بالشهادة، والذي يموت شهيداً ياولدي حي عند الله يرزقه، ويطعمه، ويكسوه، ويلبسه من حلل الجنة، قال ياأبي حين أكبر سأقتل اليهود، قلت له افعل ياولدي
وانتهى الحوار، وفي اليوم التالي أعاد سؤاله، فأجبته بمثل إجابتي ، لكنني توقفت قليلاً مع سؤاله، وهو الذي لم يتجاوز الخمس سنوات ونصف، وقلت شكراً لكم بني صيهون وإن كنتم لاتستحقون الشكر، لقد غرستم في ولدي دون قصد منكم حب الجهاد، وفطمتموه على كرهكم، لقد علمتم ولدي أن الشهادة أسمى مايطمح إليه الطامحون، شكراً لكم أنكم أيقظتم هذه الروح في قلوب الصغير قبل الكبير، ماخطر ببالي يوماً أن يسألني ولدي عن حماس، عن تلك الشجرة المورقة التي استمدت نهجها من معين صاف، بدأه رسول الله، ثم جدده شهيد الإسلام الإمام البنا في العصر الحديث، لم أكن أعرف كيف كنت سأشرح له هذه المعاني العظيمة، وكيف كنت سأحدثه عن الجهاد ضد الأعداء، وهو الغض الطري، الذي في مقتبل حياته، شكراً لكم أن وحدتم الأمة، وجمعتم كلمتها، وأيقظتم الإيمان المخدر في قلوب أبنائها، لقد اجتمعت الأمة ولأول مرة على طريق واحد، شجبت، استنكرت، تفاعلت، أعلنت عن أرواحها لتقدم رخيصة لترفع اللواء، شكراً لكم أن جعلتم عيوننا تذرف لحال إخواننا، لقد جعلتمونا نسترخص الموت في سبيل الله، أشعرتمونا بعز الإسلام، وبمعية الله ، وبفضله على من اصطفاهم لحمل اللواء حين سقطت كل الرايات، لقد ذكرتموني في انتفاضتكم الأولي حين قلنا حان قت الجهاد بالمال، وإذا بطفل صغير يتبعني خلف السيارة راكضاً وهو يقول، ياعم خذ هذا لإخواننا في فلسطين، وإذا به يناولني مايحمله في يده من( البسكوت)، ونظرت فإذا امرأة طاعنة في السن تنادي يابني، فقلت لها لبيك يا أماه، قالت خذ هذا لأولادنا في فلسطين، وإذا به طبق به مايقارب النصف كيلو من الأرز، فسالت دموعي، وقلت إن امة هذا حالها هي أمة لن تموت، حقاً هذه الأمة تمرض لكنها لن تموت، وتكبر لكنها لاتشيخ، وتهرم لكن ظهرها لاينحني، وتهادن لكنها لاتعطي الدنية في دينها، واليوم يتأكد صدق حدسي، إنها تلك اللحمة التي سطرتها ملاحماً سيذكرها التاريخ بأحرف من نور، لقد أيقظ اليهود معاني العزة في قلوب رجال أشداء، سطروا بجَلَدهم صفحات ناصعة البياض، الجثث تتناثر، والدماء تلطخ الجدران لكنهم صامدون ، وشامخون شموخ الجبال الشم الرواسي...
إن المرحلة وأحداثها توجب علينا تبعات جساماً:
1. حسن الصلة بالله عز وجل، فإن المحن تقرب من الله، بطول سجود، وصيام وقيام.
2. الدعاء، سهام الليل التي لا تخطئ طريقها، والإلحاح عليه سبحانه.
3. الثقة في نصر الله عز وجل وإن تباهى الأعداء بما يملكون من عتاد، فما عند الله يغني، ويكفي، ويقي.
4. التذرع بالأمل لأنه مفتاح النصر " {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21
({أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }الحج39
5. إن معايير النصر الربانية على غير معايير البشر، فليس النصر بقوة عتاد وسلاح، إنما بمدد الله تعالى لعباده، قال تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249
6. الجهاد بالمال، ولا أقول التبرع، فهو واجب علينا يرتقي مرتبة الفرض لحاجة إخواننا الملحة إليه، فأروا الله من أنفسكم خيراً ({مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }البقرة245
وفي موضع آخر في سورة الحديد يقول سبحانه ({مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ }الحديد11
إن غاية المنى هى الفوز العظيم حين نقدم أنفسنا وأموالنا لله عز وجل، قال تعالى ({إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111
د.إيهاب فؤاد

Sunday, January 4, 2009

دموع حائرة




ليت الذي يبكي من العين ماؤها !

إنها دماء بعد أن جف من العين الماء
في جوف الليل، حيث سكن كل شيئ من حولي، وهدأ كل شيئ، سقطت من عيني دمعة على الأسيرة، المحاصرة
غزة، وليتها تريح قلبي، لقد سقطت دمعة أججت في القلب ذلك الشوق إلى الشهادة في سبيل الله
هناك حيث الأمان الأبدي، غلى جوار الله ذلك خير
لم يعد في دنيا الناس مايُبكى عليه، إذا ضمَمْنا أبناءنا وأبناء إخواننا يلتحفون السماء
وينامون على أصوات الطائرات والقذائف والمدافع، إذا طابت أنفسنا بالعيش وإخواننا يرابطون، ينتظرون الشهادة بشوق
ويسخرون من الأهوال، يتذرعون بالإيمان، ويسخرون من إخوة ممسوخة، وجوار لايغني ولا يُسمن
إذا عزَّت علينا الحياة ياغزة وهُنت علينا فلا نملك إلا الدموع التى تسح ومع كل دمعة تحمل ألف لعنة، وألف ألف دعاء
إنها دموع العاجز الذي لايملك أن يقدم شيئاً
هل أتى علينا زمان تذرعنا فيه بأسلحة النساء من البكاء والعويل، ورفع الصوت ؟؟
أين صوت الأمة؟
أين عتاد الأمة؟
ظني أن في سوق النخاسة والخردة مكاناً يناسب أسلحتنا التى لا توجه إلا في صدورنا
ودروعنا التى لا تحمي حتى ظهورنا
أتى علينا زمن أصبح باطن الأرض فيه أحب إلينا من ظهرها ...
تجمدت المشاعر، وقست القلوب، واعتلى الروح الهزال الذي أفقد الحياة طعمها
يا إخواننا في غزة أنتم عزنا وفخارنا !!
يانساء غزة أنتن تسطرن التاريخ
يا أطفال غزة لقد سبقتم اعماركم، وكبرتم قبل أوانكم، وحرتم براءة المرحلة، فهنيئاً رجولتكم المبكرة
يامرابطون على الثغور، من كان الله معه فلاشيئ عليه
لله دركم ياحملة اللواء، هنيئاً لكم ذلكم المقام عند الله، قال صلى الله عليه وسلم " من رابط ليلة في سبيل الله كانت له كألف ليلة صيامها وقيامها "
لقد اختاركم الله تعالى لفضله، ومنحكم شرف إحياء الفريضة الغائبة، صدق حبيب الله حين قال:
(لا يجمع الله في جوف رجل غبارا في سبيل الله ودخان جهنم ومن اغبرت قدماه في سبيل الله حرم الله سائر جسده على النار
ومن صام يوما في سبيل الله باعد الله عنه النار مسيرة ألف سنة للراكب المستعجل ومن جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء
له نور يوم القيامة لونها لون الزعفران وريحها ريح المسك يعرفه بها الأولون والآخرون ويقولون فلان عليه طابع الشهداء
ومن قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة )
هنيئاً لكم ساعة في سبيل الله هي خير من الدنيا ومافيها
قال صلي الله عليه وسلم فيما رواه سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( رباطُ يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وموضعُ سَوْط أحدكم من الجنة خيرٌ من الدنيا وما عليها، والرَّوْحة يروحها العبد في سبيل الله والغدوة خيرٌ من الدنيا وما عليها ) [ البخاري رقم 2892، فتح الباري (6/85) ].

أيها الثائرون على الظلم، والمتمردون على الجور، الله معكم، تقبل الله جهادكم،وحرر أرضكم، وحقن دماءكم
وأنعم عليكم بنعة الأمن في الدنيا والآخرة

د.إيهاب فؤاد