Tuesday, February 9, 2010

غمامة مشاعر تظلّـل صحراء الحياة



غريبة تلك المشاعر التي أودعها الخالق العظيم عباده، منهم من أكرمها وأنزلها من نفسه منزلة الروح من مشاعره كزخات المطر وحبات اللؤلؤ المتناثر فوق الرؤوس فستريح النفس في واحتها، ويسكن هياج القلب عند بابها، إنها مشاعر الحب التي يسمو بها الإنسان على غيره من مخلوفات الله، يحلق بها وسط الغيوم، ويمخر بها عباب البحر، إنها ماء الحياة في صحراء الحياة، ونور العين في ظلام الحياة الدامس، ونبراس المهتدين حين يضلوا الطريق أو تهوي بهم الريح في متاهات سحيقة

وعجيب أمر ذلك الإنسان والأعجب تلك الرقة التي تتحرك حين يسمع كلمة طيبة، أو يرقب نظرة وديعة، أو تعانقه لمسة حانية فينقلب بها كيانه ويتغير بها حاله، أنا من ذلك الصنف من الناس الذين يعشقون الكلمة الطيبة، وتفعل بعهم فعل السحر، وتغير مناحيهم في الحياة ابتسامة لطيفة تقتحم جذور الحنين، وتفجر طاقات هائلة، عشقي للكلمة الجميلة والوردة المتمايلة يفوق عشقي لأي شيئ في الحياة

طبيعتي تؤرقني أحيانا لكنها تلبسني أثواباً من السعادة ربما يبحث عنها الشعراء في دواوينهم، أو يلتمسها العشاق في أسفارهم وحلهم وترحالهم، أحينا تخذلني الكلمات، وأحيانا أخرى تأخذ بيدي

تروادني الكلمات عن نفسها، ويداعبني القلم في أحلامي فأهرول لأبثه ما بنفسي

تغلبني الأشواق إلي أحبابي وأنا بينهم، إلى رفاق الصبا الذين أفتقدتهم في زحمة الحياة، أمواج هادرة من المشاعر تسيطر على كياني

وأنا أحمل حقيبة على ظهري، أدمن الترحال، ولا أعرف الراحة أو الإستقرار

تغلبني دموعي كثيرا، ويهدهدني الشوق

أحمل حقيبتي وأغادر واحتي إلى عالم جميل في معانيه، أشتاق إلى حتى من معي ومن حولي، كأنني لم أرهم منذ زمن

أذوب شوقاً لزمن لن يعود، وأهيم عشقاً لأيام قد سقطت من ذاكرة حياتي بفعل السنين وتباعد الأيام والأحداث

وتبقى مشاعري غمامة تظلل صحراء حياتي