Saturday, June 20, 2009

سفيرة العُشَّاق

صوت من العقل يا رحمة !!

أنت تعزفين بكلامك أعذب الألحان، وتخطين بقلمك أروع الكلمات
تُحلقين في الغيوم، وتسافرين حيث يسقط المطر وحيث تتناثر زخاته في كل مكان
حيث ترسو السفن يقطن القلب ويستريح
الحس المرهف في الكتابة، والكلمة المتألقة تسافر إلى حيث تجد وطناً يحتضنها، وداراً تستوعبها
وصفات إنسان يكون جديراً بها
هل تسمعي صوتي يا رحمة، لقد كتبتُ في العشق أشعاراً ، وسطَّرت في الغزل ألواناً ورسمت أشكالاً
كنتُ ولا زلتُ أعشق الكلمة الجميلة والحس المرهف الذي ينقلنا إلى حيث الراحة والسعادة
وجدت بعد سنوات من الكتابة، وخبراتٍ طويلة ورحلة مع القلم أنَّ أفضل مايمكن أن نقدمه كلمة جميلة تحمل معنى
وتغزل قيمة، وتنسج إنساناً في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، وتآمر كل شيئ من حولنا على شبابنا، أوهنوا قوتهم، وأضعفوا عزيمتهم
ميَّعوا بداخلهم المروءة، وصوروا الحياة عاشقاً يهيم ، وعاشقة تتقلب على جمر الشوق
ضاعت الأمةُ يوم ضاع شبابُها، وتعثَّرت الأمة يوم تعثَّر شبابُها، وكُلنا يتحمل ذلك العبء، وتلك المسؤلية
لا أنكر عليكِ كلماتك، فهي جميلة، لكنَّ الأجمل منها يا رحمة أن نأخذ بيد الشباب
أن نذكِّرهم بتاريخنا التليد وقلمك أحسبه فياضاً بينابيع الخير
الأجمل منه يا رحمة أن نتكلم في عن الحب تحت عين الله، حيث نؤجر فيه على مشاعرنا،
ما أجمل ذلك المشهد بين أم المؤمنين عائشة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين كان يخصف نعله، وإذا بالعرق يتصبب منه صلى الله عليه وسلم فنظرت إليه أم المؤمنين عائشة فأُخِذَتْ من جمال ما رأت
لقد رأت عرقاً يتصبب وكأنه حبات اللؤلؤ، فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم، قال مالك ياعائشة، مالك بُهتِ؟
قالت يا رسول الله أخذت أنظر إلى القمر وأنظر إليك فإذا أنت أجمل من القمر
يارسول الله لو رآك أبو كبير الهُذَليّ لعلم أنك أحق بشعره
قال وما يقول أبو كبير الهذلي يا عائشة؟
قالت يا رسول الله إنه يقول:
ومبرأ من كل غبر حيضة
وفساد مرضعة وداء مغل
وإذا نظرتَ إلى أسرّة وجهه
برقت بروق العارض المتهلل
فقام لها النبي وقبلها بين عينيها وقال: جزاك الله ياعائشة خيراً، ماُسرِرْتِ مني كسروري منك
هكذا كان الحب الجميل، أما سرقة المشاعر ، ولصوصيتها، والتطاول على الحرمات فهذا مانهى عنه الشارع الحكيم
لقد كتبت كتاباً صدر منذ عامين بعنوان: رحلة في مدينة الحب - قراءة هادئة في اوراق المحبين
تعرَّضت فيه للحب دون أن أنكره، ثم تدرجت مع القارئ حتى وصلت إلى حب أسمى ومشاعر راقية
إنها بين الزوجين تحت عين الله الذي يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور
حبذا يارحمة لو وجهتِ قلمَك المبدع لقضايا الأمة، تفاعلتِ معها، وأثَّرتِ فيمن حولك، وأبقيتي خزائنك بما فيها من دررٍ لتكون لك،
لا لغيرك
أرجو أن لا يكون قد ضاقَ صدرك مما كتبت
بارك الله قلمك
د.إيهاب فؤاد