Sunday, July 20, 2008

يا غزة العرب !!


يا غزة العُربِ سيف الحق بتار
فلتسلمِ الأرضُ كي تحيا بكم دارُ
صمودُ أهلكم للنور يحملنا
إلى الجهادِ وأيم الله جبار
يا غزة الخيرِ في عينيك أغرقني
دمعٌ غزير على الخدين مدرارُ
أري بريقَ دموعٍ عزَّ صاحبها
في كفه الغار أم في كفه النار
فالأرض عِرض وإنْ حاطته أسوار
والليث يهدر في الغابات قهَّارُ
د.إيهاب فؤاد

Monday, July 14, 2008

أيها المتبجحون !!


أيها المتبجحون !!
أيها الخجل لقد ذهبت حمرتك ؟
لقد سقط ماء وجه المتشدقين بالديمقراطية والحرية في أكثر من موقع وميدان وفي عصر يتحرك فيه العالم بأسره لكل صغيرة وكبيرة ، مازال صوت العسكر يعلو فوق صوت الأمة، ومازال قانون الغاب له الكلمة العليا ،نتحسر على زمن كان بصيص الحرية فيه أبين وأوضح من فلق الصبح،كان التعليم فيه محدوداً،وكانت الأمية فيه غالبة،لم نكن نسمع عن الفضائيات، ولم يجل بخاطر الناس أن الأحداث سيأتي عليها يوم وتنقل للعالم في أقل من لمح البصر، ومع هذا كان للمواطن رأي يعمل به،صحيح كانت المادة سيدة في ذاك الوقت، وكان المقربون من الديوان الملكي لهم الكلمة العليا،لكن الحرية كانت أكبر وأعلى قدراً،كان المواطن على بساطته يعلم أن رأيه سيوضع في الاعتبار، وسيقام له وزن، وإن تغلبت العصبية في بعض الأحيان، وإن علا صوت المال والجاه في أحيان أخرى، لكنهم كانوا يقيمون للانتخابات وزناً،لقد استفزني السلوك المشين من أشاوسة الداخلية وهم يمنعون الناس من الوصول إلى صناديق الاقتراع في دائرة الجمرك والمنشية بالإسكندرية،ويدججون العسكر بالسلاح، ويحولون لجان الانتخابات إلى ثكنات عسكرية ليحيلوا بين الناس وما يريدون، وكأن المعركة الدائرة في الانتخابات ليست بين أبناء الوطن الواحد،وكأنها بين أبناء الوطن المتمثلين في أشاوس الداخلية وبين آخرين يريدون اغتصاب حقوقهم، وانتزاع سلطانهم، إنه زمن عجيب على كل مافيه، وإن كان هذا ليس بعجيب على زمن أصبح الحصول فيه على ما يكفى من الخبز أمراً مستحيلاً، ليس هذا بمستبعد على ربع قرن من الزمان يردح فيه الشعب تحت إرادة واحدة وقبضة واحدة، عقمت مصر أن تلد مثلها، وعقم التاريخ أن يجود بمثله، سيسجل التاريخ أن التزوير في هذا العهد كان غير مسبوق، سيسجل التاريخ أن أبناء الوطن الواحد عاشوا غرباء، لكن المشكلة في أي صفحة سيكون هذا السجل، وفي أي موضع سيكون المآل والمصير؟
إن التزوير سلاح العاجز عن المواجهة، إنه حيلة السارق الذي ينتزع الحقوق ويروِّع الآمنين دون رقيب ولا حسيب، السلطة تعيش في وادٍ والرعية في أودية أخرى، بأي منطقٍ يستبيح المتشدقون بالديمقراطية الكراسي وينصِّبون أنفسهم نواباً عن الشعب والشعب منهم براء؟
متى نفيق ؟ متى نعلم أن التضييق على الشعب لا يولد إلا الانفجار، متى يعلم المزورون وأعوانهم جرمهم وإثمهم، أسألهم كيف يطيب عيشهم، وكيف يصوتون بعد ذلك على قوانين ودساتير تكون حكماً في الشعب بعد ذلك، إن شهادة السارق، والمزور لا تجوز، ومن يسرقون المقاعد لا يحق لهم بحال أن يكونوا أمناء على مصالح الناس،إنَّ الذئب لا يرعى حيث تكون الغنم..
أعلم أن الإعلام سيخرج غداً ليتحدث عن الفوز الكاسح والانتصار الغير مسبوق لمقاعد أُفرِجَ عنها بعدما انقضت نصف مدة المجلس الحالي، وكأنهم أفاقوا من غفلتهم ، وعدَّلوا من أوضاعهم، وجمَّلوا صورتهم، لكن العزاء الوحيد في ما أشار إليه الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم في أمثال هؤلاء عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ص:"إنَّ مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت " معنى الأمر في الحديث: قوله ص: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" للعلماء في مفهوم أمره ص أقوال منها: الأمر للتهديد والوعيد، فيكون المعنى: إذا لم يكن عندك حياء فاعمل ما شئت فإنك معاقب مجازى على صنيعك، وقد يكون في الدنيا أو الآخرة أو في كليهما..
وهذا ما أصبحنا نعيشه واقعاً أليماً ،إذا ذهب الحياء فكل شييء مباح،إذا أصبح اللص مؤتمناً فقل على الدنيا السلام، لكنني أهمس في أذن من يغرهم السلطان قائلاً إن الكراسي لن تدوم طويلاً،وإنَّ جرم التزوير وكل من يشارك فيه عظيم عند الله تعالى بل هو كبيرة من الكبائر بنص حديث رسول الله الصحيح "
ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله , قال : الشرك بالله , ثم عقوق الوالدين وكان متكئا فجلس,ثم قال : ألا وقول الزور , ألا وقول الزور , فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت.
وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم : أكبر الكبائر الإشراك بالله , وقتل النفس , وعقوق الوالدين , وقول الزور .
احذروا أن تبوءوا بهذا الإثم العظيم، واحذروا أن تكون المقاعد عليكم حسرةً وندامةً يوم القيامة..
وأقول لمن نُزِعت منهم الكراسي عنوة ودون وجه حق، لقد قدمتم إلى الله المعذرة، ولقد عافاكم الله فاحمدوا الله تعالى، وحسبكم مكانتكم في قلوب الناس ، (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء:227)
وأقول لمن استشعروا المرارة لأنهم لم يوفقوا في الوصول ليقولوا كلمتهم لقد أخذتم بالأسباب وحسبكم أنكم قدمتم ما استطعتم، وحسبكم أن تنجوا من السؤال يوم القيامة وإلى الله المشتكى .
د.إيهاب فؤاد

Sunday, July 13, 2008

رصاصة في قلب الوطن !!


كثيرة هي الرصاصات الطائشة التي تقتل دون قصد، أو تجرح دون عمد، وظني أنها صاحبها ربما يكون جرمه أخف بكثير من جرم المتربص الذي خطَّطَ ودبّر، ثم أطلق وعن عمد أصاب أو قتل،ربما يكون الفاعل في الرمي خطئاً معه العذر، لكن الرامي عن عمد لا عذر له، حالتنا في وطن ضربه الغلاء في مقتل،وأطاح بأرباب العقول أنه ربما كان مع سبق الإصرار والترصد، إنها جريمة تشبه إلى حد كبير جرائم القتل الجماعي التي تتولى التحقيق فيها محاكم دولية، لقد أصيب وطننا في مقتل، أصيبت حياتنا في مقتل، ولقد كبَّرنا على راحة البال أربعاً من التكبيرات، وصلينا على زمن الرخاء، وودَّعنا الراحة حتى يأذن الله تعالى بالفرج من عنده، وإن كنتُ ألوم الحكومة الرشيدة على سراب الرخاء الموعود فإنني لا أعفي من ذلك شعباً فقد الإرادة الحرة التي تحركه وتجعله يستعلى علي بطنه التي يدور حولها حيث دارت فيفقد بذلك توازنه، ويفقد معها كل قيم جميلة، جمعني وصديق لي حوار حول تلك القضية فقال يا سيدي البطون الجائعة لا تعرف المثل العليا،إن الشعب يتحمل جزءً كبيراً من القضية، لو أننا كنا أصحاب إرادة قوية وقاطعنا من يغالون في الأسعار حتى عجز عن مجاراتها الغني قبل الفقير لأرغمناهم على عدم المبالغة، حين يموت غيرنا من أبناء فلسطين في ساحة الجهاد وهم يدافعون عن الأرض والعرض ونموت نحن تحت أقدام الواقفين في طوابير الخبز فهذا أيضاً اعوجاج في الفهم يوحى بأننا قد أُصِبنا في مقتل، وكثيراً ما تساءلت ماذا لو مرت مصرنا الحبيسة بما مر به إخواننا في غزة من حصار، وتضييق، وغلاء ؟ هل كنا سنصمد كما صمدوا؟هناك من يصطادون في الماء العكر،وهناك من يحتكرون السلع ليبيعوها للبسطاء الكادحين بأضعاف أضعاف ثمنها، وهناك من يتفقون فيما بينهم على رفع سعر سلعة ويدفع الثمنَ المواطنُ البسيط،فالغلاء كل يوم لا كل سنة وحركتنا المضادة تكاد تكون منعدمة النظير.لقد أصيب الوطن في مقتل ويحتاج إلى جرَّاح ماهرِ ليخرج الرصاصات التي أفقدته الحركة والقدرة على التفكير حتى يفيق من غيبوبته ويقول كلمته.
د.إيهاب فؤاد

Saturday, July 12, 2008

مصر حزينة ياريس !!!



إن لم تحزن مصر فأي دولة بعدها تحزن ؟ إن لم يحزن شعب مصر المعجون بطينة الهم،ومياه النكد التي تنغص كل عيش، وتكدر عليه كل صفو إذ لا يكاد يبرأ من علة حتى تهاجمه علل وأدواء،بهذه الكلمة بدأ الطالب حواره الموجه إلي دولة رئيس الوزراء ، مصر حزينة ياريس، لقد كان موفقاً إذ لامست الكلمة شغاف القلب ، وتفاعلت معها النفس لأنها أخرجت منها آهاتٍ ٍوأوجاعاً، مصر حزينة ياريس، وحق لها أن تحزن، لأنها لم تنصف يوماً، ولم ير أبناؤها الراحة على مدار أعوام متتالية ومتتابعة، مصر حزينة لكنه حزن معجون بطينة الأمل الذي يبدد الغياهب ، ويحرك الضمائر ويوقظ النفوس، وحُق لها أن تحزن، حُق لشعب اعتاد الحزن، وتمرس الهم،والتحف المشقة،وتجرع الحرمان، وذاق الغلاء، وضربه أبناؤه في مقتل قبل مخدع،تحولت الابتسامة المعهودة على المصري في لحظات الضيق والشدة ساخرة من الأهوال إلى حزن حقيقي، بتنا على ظمأ وفينا المنهل، باتت جراحاتنا مستعصية على الأطباء ورجال الساسة الذين انشغلوا بكراسي محطمة، وتمسكوا بتلابيب سلطان سرعان ما يهوى ويخلف وراءه مالم يكن يوماً في الحسبان، حق لمصر أن تحزن لأن الحزن دواؤها، ولأن الألم نشيدها، لكن في طيات الحزن يأتي يوم قريب بدت علاماته، واتضحت إرهاصاته بأصوات الشباب الذين تحركوا في كل موقع، ودخلوا كل بيت وباتوا لا يرهبون رجال أمن، ولا يفزعون من أصوات مخبرين، استهانوا بكل شيء، أعادوا مصر إلي زمن كانت تطلع فيه الحرية فكان الشعب كله لحمة واحدة في مواجهة عدو واحد هو احتلال غاشم جثم على الصدور واستباح الحرمات، فكان الشباب هم وقود التحرير واليوم أري الشباب وما أنا منهم ولا عنهم بغريب أوبعيد، أري الفتيات يطرقن الأبواب ودوافعهن واحدة، وطن حر ، آمن مهما كانت التضحيات، صحيح أن الثمن لا يدفعه إلا من هم في الميدان لكن الكل يتحرك، والغليان يطوف على كل بيت، وفى كل حارة وشارع، وعلى ألسنة الأطفال والرجال والنساء، فناقوس يدق ينذر بحالة غير مسبوقة، تحول سحابات الحزن إلى غمائم رحمة وإلى خير يعم الربوع بعد طول جفاف..مصر حزينة ياريس لكنها تحمل تحت ثياب الحزن أثواب أفراح متلاحقة يحملها أبناء الوطن الذين هم اقدر على التغيير ، إنها قلوب مدحها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حين قال "استوصوا بالشباب خيرا فإنهم أرق أفئدة..وقد جئت بالحنيفية السمحة فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ" إنهم الرصيد الذي تبني به الأمة مجدها، وتسترد به كرامتها وعزها السليب، إنهم سبيل التغيير، وهم حراك المجتمع مهما صغرت سنهم أو كبرت وإني لأنظر إلى غلامين كان لهما دور بارز رواه الصحابي الجليل عبدا لرحمن بن عوف رضي الله عنه " إني لواقف يوم بدر في الصف فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا بغلامين من الأنصار حديثة سنهما فغمزني أحدهما وقال "يا عم هل تعرف أبا جهل بن هشام؟"..قلت نعم وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟..قال "بلغني أنه يسبّ رسول الله، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفرق سوادي عن سواده حتى يموت الأعجل منا"...وغمزني الآخر وقال لي مثل ما قال الأول..تطلعت فرأيت أبا جهل ودللت الغلامين عليه فسارعا إليه وابتدراه بسيفيهما فضرباه فصرعاه فخرّ بين الحياة والموت. لقد عرفا دورهما، وأدركا عظم الأمر المنوط بهما فكان تحركهما، وهكذا يتحرك الشباب وحذار من الاستهانة بعقولهم أو إغفال دورهم والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

د.إيهاب فؤاد

Sunday, July 6, 2008

النكبة جرح غائر


لم تكن النكبة سوى إعلان عن أمة تركت جسدها ليتمزق أشلاءً على أيدى المغتصبين، ولم تكن سوى مؤامرة ساهم فيها العالم بأسره ليغرسوا ذلك الورم الخبيث في جسد هذه الأمة حتى لاتقوم لها قائمة، لقد تمزق الجسد بعد النكبة، وأصبح الثوب مهلهلاً ، بل لم يعد يستر، وسقطت عن الأمة آخر ورقة توت في لحظات من السبات العميق، لم يأت الأمر بمحض الصدفة، لقد جاء يوم تآمروا على كتائب المجاهدين فلسطين وصدرت الأوامر بعودتهم من ميدان الجهاد ليودعوا السجون والمعتقلات بدلاً من أن يرفعوا على الأعناق ، لأنهم كانوا يدافعون عن فلسطين، وأعني أنهم كانوا يدافعون عن شرف هذه الأمة وعزها السليبلم تكن النكبة وذكراها سوى غصة في حلوقنا، ومرارة في أفواهنا ونحن نترحم على زمن العز والفخار، ونحن نبكي زمن الجهاد، ونحن نسمع صراخ الأطفال، وبكاء الثكالى وهم يصرخون في عالم أصم أذنه، وأغمض عينه عن بقعة غالية يجري حبها في دمائنا مجرى الدم من العروقلم نعد نعرف مَنْ نبكي وعلى أي شئ نبكي يا فلسطين ؟؟هل نبكي من أُجبروا قسراً على ترك ديارهم وأوطانهم، وعلى ترك أشجار الزيتون التى ذبلت أوراقها وعاشوا في أرض الشتات، وافترشوا المهجر على مافيه وطناً وهم يحملون بين جنباتهم حلم العودة إلى حضن فلسطين الدافئ، وهم يشمون ثرى الأجداد الذى فرط فيه المتآمرون فأذاقوا الأمة بفعلتهم كأس الذل والهوانإن القلوب تحن إلى الوطن كحنين الطيور إلى أوكارها،وحنين الرضيع إلى ثدي أمه التى افتقدها وعاد لها بعد طول بكاء وكثرة صراخ..لا أدرى على من نبكي وقد عز البكاء، وقد تحجرت الدموع في العيون..هل نبكي في ذكرى النكبة على شعب يتآمر العالم بأسره، ويذوق الهوان على يد ابناء جلدته؟هل نبكى على مجاهدين أشاوس ترقبهم العيون الخائنة، وترصد حركتهم تيارات الغعدر والخيانة ؟هل نبكى على أطفال يتضورون جوعاً وخزائن أمتنا ملآى، هل نبكى على بيوت خاوية وبيوتنا متخمة؟هل نبكي شهامتنا؟هل نبكي رجولتنا ؟هل نبكي وحدتنا ؟هل نبكي أخوتنا ؟هل نبكي حلماً تحاصره العواصف ،وتحيط به المدلهمات، أم نحمل في أيدينا بوراق النور لنحيي الأمل في نفوس أبنائنا ومن سيأتون من بعدنا بأن فلسطين ستعود وإن طال الأمد،وأن ليل البغي سيزول وإن ظن المتخاذلون أنه أصبح من المحال بحال..لم يعد لنا سوى الدموع ، ولم تعد جيوبنا ملآى سوى بالصراخ والنعيق..من لم تختلط روحه بروح الأرض، من لم يُصغ إلى صوت الناعورة،وحفيف الأوراق، وخرير جداول المياه لايعرف معنى الوطن،من لم يعرف للحرية معنىً لا يعرف معنى الوطن، من لم يذق حنان الأم ولهفتها لفراق وليدها لا يعرف طعم الوطن،من لم يذق طعم الأمن لا يعرف طعم الوطن، من يستوي في يده التبر والتبن لايعرف معنى الوطن، من لم يسكن الحارات والأزقة، ويشم نسيم الأزهار مع طلعة كل صباح لايبكي على الوطن..من يضع يده في يد مغتصب على حساب أرضه وأمته، وتاريخه لايعرف معنى الوطن..من لم يذرف الدمع على الشهداء، ومن لم يحزن على الوطن لا يعرف معنى الوطن...قدرنا أن نحمل الهموم قبل الأون، وأن نشيب يا أختاه قبل المشيب،وأن نولول لأن هذا مافي اليد على ضيق ذاتها، لكننا نعرف معنى الوطن، نعرف قيمة التاريخ في مهد الرسالات، ومهبط الوحي وارض النبوات، في أرض الرباط التي نحِنُّ إلى ثراها الذي نذوب فيه حباً رغم أننا لم نرهونتألم حين يتألم الأقصي وينادي المسلمين ولا أحد يجيب..في كل يوم تنزف جراحنا، ويتخلط الدم بالعظم وإخواننا هناك محاصرون وأيدينا مغلولة عن نصرتهملا أعرف كيف نطيق أن نسرج قنديلاً والظلام يلفهم، أو كيف نهنأ بالعيش وهناك أبطال لا ينامون، اسهروا ليلهم، وكدوا في نهارهم، لكنها بشريات التمكين ويكفينا أن يمسح الرسول صلى الله عليه وسلم على قلوبنا جميعاً بهذه البشرى العظيمة في ؤواية مسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلكوفي رواية أخرى لمسلم لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة.ولعل ذلك يريح القلب ، ويحيي الأمل في النفوس بعد مواتهاد.إيهاب فؤاد

Wednesday, July 2, 2008

خيوط السعادة


حين تمضي بنا الأعوام تباعاً، وتدور عجلة الزمان، ونقف على أعتاب الحياة وقد امتزجت بحكمة الشيخوخة بعد أن مضت فتوة الشباب، واختفت الرجولة في دهاليزها أتعجب من أولئك الذين يقطعون أعمارهم، ويمضون في حياتهم سائرين غير عابئين وهم يهنئون بعضهم البعض بيوم الميلاد، أو بقدوم عام جديد وانقضاء عام مضى أتعجب من حالهم وتستوقفني نظراتهم القاصرة للحياة وما عليها ..علام يهنئون بعضهم البعض ؟ وبأي شيء يحتفلون ؟هل يذكر أولئك لحظات السعادة الغامرة التي عاشوها ؟ هل تدوم لهم ؟ هل يستطيعوا أن يجزموا ببقائها ؟ هل يستطيعوا أن يجدوها إذا طلبوها ؟كم من ليال برقت فيها السعادة لكنها ما خلت من العواصف والقوا صم، فهل دام بريقها؟من يستطع أن يجد السعادة متى اشتاق لها ومتى تهفو إليها نفسه ؟هل يضمن أن يصبح مبتهجاً كما أمسى ؟أم هل يضمن أن يمسي سعيداً كما أصبح ؟ما وجدت على ظهر الأرض أسعد من أولئك الذين تحللوا من الدنيا وجعلوها في أيديهم ولم تلامس شغاف قلوبهم، ما عرفوا الحسرة وما تجرعوا الندم ، وما بكوا على فائت أضحى في طي النسيان، إن أتتهم الدنيا كانت مطيتهم إلى الله، سخروها لطاعته،وإن أعطتهم الدنيا ظهرها وولت مدبرة استراحت نفوسهم...إن ناموا غطوا في نوم عميق، وإن انتبهوا انتبهوا شاكرين..
هل يدوم في الحياة نعيم، هل تشيخ النعمة مع أربابها ؟ هل يبقى حال أم أن كل أمر إلى زوال؟
إن لامني أحد على نظرتي فليأتني ببينة كفلق الصبح، أو كضوء الشمس في رابعة النهار حتى أغير من مسلماتي ..هل سمعتم في الدنيا عن رجل تقلب في النعم من المهد إلى اللحد دون منغصات وكدر ؟؟إذا كانت المنغصات تجثم على الصدور، فتبدد ساعات السعادة، وتحيل الأنوار إلى ظلام دامس في لحظة، والراحة والدعة إلى أرق، والسعادة إلى شجن، والقوة إلى ضعف ووهن، والشباب إلى شيخوخة وكهولة، وما منا من أحد إلا ويتقلب بين نعمة محسودة، وألسن لا ترحم، وعيون ترصد ، ولهذا فإن الحكمة تقتضي أن ننشر الحب في ربوع الأرض، لنزيل الضغائن ، ولنفسد المكائد على أصحابها..
إن الحكمة تقتضي أن نخمد نيران الحقد في الصدور، وأن نوقد قناديل الحب بدلاً منها، وأن نحمل رايات بيضاء نظلل بها من حولنا، وأن نمسح دموعنا، وأن نحيا بالأمل، وأن نتخذ الحياة مطية للآخرة الباقية...إذا أردنا السعادة فلنغير من ثوابتنا، ولنقنع بعطاء الله تعالى لنا، إن فعلنا تبدل الحال، واستراحت النفوس، إن فعلنا فلن نجد فقيراً يتمنى زوال نعمة غني، ومريضاً يتمنى زوال صحة صحيح، ففي طيات النعم تكمن المحن، فما أجمل أن نقنع بالعطاء، ونرضى بالقضاء، وأن نلتمس العيش الآمن تحت ظلال رب الأرض والسماء..
إذا هدأت النفوس وتخلصت من شحها وهواها، وتبدلت المفاهيم ، وعادت القيم الجميلة تخيم على البيوت ساعتها ستغرد أطيار السعادة من جديد على كل الربوع، لن نجد بين الناس من ينتظرون حاجة المحتاجين ليسقوهم من سموم الجشع والاحتكار، ولن نجد بين الأطباء من يستغل ضعف مريضه ليبيعه الوهم مع عدم قدرته على الشفاء، ولن نجد أقلاماً تحركها رياح المصالح السياسية فتعبث بمقدرات الشعوب طائعة لهواها وطامحة في كراسي لا تدوم لأحد ،
السعادة تنبع من الداخل، إنه داخل الإنسان الذي يجعله يحلق بأجنحتها ، بعيداً عن كدر الأرض وقد تعلقت الروح بالسماء مترفعة على كل مايجذبها إلى الأرض..إن السعادة الحقيقية التي ننشدها ونرجوها إنما تكون يوم نلقى الله تعالى، وننعم فيها برضوانه، والنظر إلى وجهه الكريم، يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (ابراهيم:48) ( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (هود:108) السعادة الحقيقة في دنيا الناس تكمن في استسلامنا المطلق لإرادة الله الغالب، وعدم التمرد على نواميس الكون..السعادة الحقيقة أن نعيش لفكرة، ونموت من أجل غاية نبيلة...السعادة الحقيقة تكمن في تلك الطاقة التي تتفجر بداخل الإنسان لتجعله يحقق ما يصبو إليه ليشعر بالسعادة..
السعادة الحقيقية أن لا تهتم لشيئ فُقِدَ منك، وألا تفرح لشئ حصلت عليه،بمعنى أن يكون المنع والعطاء سواء، لأن مايكدر الصفو هو فقدان مامنحنا الله تعالى إياه فإذا استوت الكفة رجح ميزان السعادة في قلوبنا ..كما أن الأمر ليس متعلقاً بالمال أو الجاه أو السلطان، فكم من مال حرم صاحبة الراحة !وكم من سلطان منع صاحبه النوم !!وكم من جاه جلب لصاحبه الشقاء..
إن فعلنا نكون قد لمسنا خيوط السعادة، وارتشفنا من رحيقها المنتظر ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د.إيهاب فؤاد

Tuesday, July 1, 2008

قلم حر

لأنني أدرك قيمة الكلمة التي تمثل محكاً حقيقياً لمعيار الحرية التي يمكن أن تعيشها أمة من الأمم، ولأنني أوقن تمام اليقين أنَّ القلم الحر يفعل مالايفعله السف، أو المدفع في حرب شعواء، ولأنني أوقن تمام اليقين أن الأحرار في كل العالم هم ضحايا الظلم والاستبداد الذي يطمس على العقول والقلوب، والذي يجثم فوق الصدور لكنهم مع هذا هم قادة الأمم، فكم من كلمة أطلقها قلمٌ حرٌ غيَّرت مجرى الأحداث، وكم من كلمة أطلقها قلم موجه أو قلم مأجور فكانت سبباً في حرب ضروس..
لأن القلم الحر هو قلم أبي ، يأبى الضيم، ولايركن للمهانه، لأنه يفضح الاستبداد ، ويكشف سوءة المتشدقين بديمقراطية عرجاء، لاتعدو أن تكون وفق هواهم ورغباتهم ومصالحهم الشخصية، ولهذا فالقلم الحر هو قلم محاصر، وأصحابه وسط خضم هائل من الأقلام والأبواق المأجورة غرباء، ولاعجب أن تكون الغربة سبباً رئيساً لتميز أصحاب هذا القلم، فكل جميل وسط عالم يموج بالقبح غريب، وكل فضيلة وسط أمواج هادرة من الرذائل غريبة ،من هنا أطلقت مدونتي وأسميتها "قلم حر" أملاً أن تكون قبلة لكل قلم حر نبيل ، ولكل صاحب غاية نبيلة، وفكرة نبيلة..
على صفحات مدونتي ستجدون الكلمة الحرة ولا أقصد بحريتها تعريتها من الأدب ، وإنما أقصد تلك الحرية الهادفة التي توقظ النيام، وتنبه الغافلين..

د.إيهاب فؤاد

صباحك عِزه

صباحك عِزة

لأنك غزهْ

فأنت الصمودُ ورمزُ الإباءْ

صباحُك يبدو

بوجه الحياة

كلحنٍ جميل بعرض السماءْ

صباحك عِزةْ

فأنت الشموخ

وأهلُك بين الحصار الفداءْ

صباح الرجولةْ

بأرض البطولةْ

بأرض الشهادة والأصفياءْ

***

فإن تركوكِ

وإن قيدوكِ

فأنت الصباحُ ونحن المساءْ

***

حصارك غزه

وقتلك جهراً

يُقبِّحُ فينا معاني الإخاءْ

***

خوارٌ بأرضي

وضعفٌ بمهدي

وعزك أضحي كما الكبرياءْ

***

دموعٌ بغزه

وقتلٌ بضفةْ

وفوق الثياب بقايا دماءْ

***

ستبقين غزةْ

كما أنت عٍزَّةْ

برغم التخاذل والإنحناءْ


***
برغم اليهود

وغدر العهود

ومكر العدو مع الأصدقاءْ

سيبقى فؤادي

بحبك غادٍ

من المهد حتى ليوم الوفاءْ

سأحمل رأسي

على راحتي

وفاءً بعهدٍ ليوم القضاءْ

أحب الجهاد

بأرض الرباط

فإنْ كان موتاً فهذا ازدهاءْ

صباحك عِزةْ

لأنك غزةْ

لأنك مني كبدر الضياء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم: د.إيهاب فؤاد

29/6/2008