Monday, March 15, 2010

قريباً نزف القلم


حين تصبح الكلمة الحرة الصادقة عملة نادرة، تباع الضمائر، وتكال التهم لأصحاب الآراء الحرة المستنيرة، وينزف القلم لأن هذا ما يبقى من حطام الدنيا الزائل، وهذا ما ينفعنا حين تطوى الصفحات وتنشر الصحف،إنني أشتاق إلى ميدان تكون فيه الكلمة سيفا يقطع رقاب المتملقين، وبسلماً يشفي المرضى، ورحمة تمسح هموم المهمومين، لقد عشت يا أخي أبحث للكلمة عن وطن تأوي إليه لتكون حرة طليقة، تخرج بلا حساب لتبعاتها أو خوف أو وجل ، عشت أستشعر صدى الكلمات الشجية كحزن الغجر والرقيقة كضحكات الصبايا, وصرصرة الناعور وخرير الجداول ،كندى السحر على جفون أزهار برية قبل أن ترى النور لتستفيق، كخفقات القلب المسرعة بعد كل موقف تمتص عصارة الدم المسكون فلا يبقى عبق سوى كلمات أنثرها وروداً فى كل بستان ، ولحناً على كل شفاه حتى أبصرت كلماتى عيوناً أبصر من مئآت العيون المليئة بالقذى, وأرق من قلوب أقسى من جلود الضباع عندما تحترق الغابة! ويندر المطروينتحرالورد والشجر .قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ....... وينكر الفم طعم الماء من سقم
فسال دمعى وانتفض قلمى ليحمل الأمانة وهو يسير على الدرب وليكسر حاجز الزمن متخطياً كلَّ الصعاب والمشقات، فيغسلنى ويثلج صدرى ويريح قلبى .... لقد جاءت كلماتى وليدة مشاعر جياشة وأحاسيس سكنت بين الضلوع فكانت زفرة وهمهمة كل مافيها هو نبض قلبى وبعض من فيض عطاء الله حملته الكلمات والمواقف وكلى أمل أن تكون درباً إلى الجنة وأنْ تكون طوق نجاة فى الدنيا و نعيم فى الآخرة "يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (الحديد:12)
د.إيهاب فؤاد

4 comments:

كلمات من نور said...

دكتور إيهاب

اسأل الله أن لا يتوقف نزف أقلامنا التي تصرخ منتفضة متأثرة مما صار لنا ....تحياتي

د.إيهاب فؤاد said...

أشكر التواصل الدائم والمتابعة الكريمة

ضي معتم said...

يسرني كتابة بيت قراته
ولاتكتب بخطك غير شئ
يسرك في القيامة ان تراه

د.إيهاب فؤاد said...

أضيف لك فأقول
وما من كاتب إلا سيفنى
ويبقى العمر ما كتبت يداه
فلا تكتب بيدك غير شيئ
يسرك في القيامة أن تراه