Tuesday, February 17, 2009

لوعة حزن على الحبيب حاتم





قد يكون الجرح نزفا ، وقد تكون المرارة فوق أي وصف أو كلام، قد يكون الجرح غائراً، وقد يكون الألم نافذاً إلى حدٍ لا نستطيع معه أن نعبر عما في نفوسنا،هكذا الدنيا، في لحظاتٍ يقطع الأجلُ الأملَ، وننتقل إلى دار الخلود الحقيقي، إلى جوار ربِّ كريم، يعود كل شيئ إلى أصله، وإلى مبتداه، {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ ... }
فلله الحمد الذي يسترنا بالموت، ويكرمنا بجواره فهو سبحانه أرحم بنا من الأم بولدها..
نقبل شئنا أم أبينا، ولا نسطيع للموت دفعاً رغماً عنا، ولا يبقى إلا أن نسلم آملين أن يرفعنا الله بتسليمنا بالقضاء إلى مرتبة علية، وتبقى في النفس مع الألم ذكرياتُ تحرك شجونها، وتثير سكونها فما أعجب الموت الذي ينقلنا من دار إلى دار !
تبقى دموع تسيل على الخدين تخبر بصدق المشاعر، تبقى ابتسامة جميلة رسمها موقف، وحدد معالمها حسن خلق، وسيرة حسنة نعطر بها أيامنا، ونطفئ بها لهيب أشواقنا..
مازلت أذكر ليالينا الجميلة التي كنا نقضيها في الجامعة حتى ينتصف الليل، في سكون غير مسبوق، وهدوء عجيب ، مازلت أذكر ابتسامتك البريئة التى كانت ترسل عبر قسماتِ وجهٍ ملائكي يحمل الحب للجميع، وينشر الحب بين أقرانه...
شذى عطرك يفوح في الأجواء
لقد أقض مضجعي نبأُ موتك، وأسال دموعَ عيني خبرُ رحيلك لكن حسبي حسن الخاتمة، أداء لفريضة الحج، موت في أرض غربة وهي إن شاء الله شهادة..
رزقنا الله صبراً على فراقك، وأعلى الله قدرك ومنزلتك بجنة تسكن لوعة فراقك
...

2 comments:

منصور عبدالعزيز said...

عاصرت هذا الرجل بل كنت طالبا له , لا تعلم أيها العزيز مقدار المشاعر التي هيجتها في نفسي عند قرائتي لخبر وفاته للمره الثانيه , هذه القرءة جائت متاخرة ولكن لها وقعها ومفعولها .

خبر وفاته الأول كان بمثابة الصاعقة , أصبت بالذهول حقا , هذا الرجل الذي كان يقف امامي في القاعة بابتسامته المعهودة ويلقى علينا النكات والمزحات ذهب , كنت لا أستطيع التصديق وحتى الآن .

رحل هذا الرجل وكان بودي لو أمهله العمر قليلا لنرى إنجازاته , وفاته وهو في سن صغيرة كان حائلا بينه وبين انجازاته .

د.إيهاب فؤاد said...

رحم الله الأخ الحبيب وأسكنه بفضله وكرمه جنات عدن، وبارك الله في ذؤيته، وعوضنا عنه خيراً