Saturday, January 10, 2009

شكراً لكم وإن كنتم لا تستحقون !!


شكراً لكم وإن كنتم لاتستحقون ....!
سألني صغيري كم قتل اليهود من من حماس يا أبي ؟
فقلت له لم يقتلوا احداً من حماس، إن من طالتهم الرصاصات قد ارتقوا إلى ربهم، وأنعم عليهم بالشهادة، والذي يموت شهيداً ياولدي حي عند الله يرزقه، ويطعمه، ويكسوه، ويلبسه من حلل الجنة، قال ياأبي حين أكبر سأقتل اليهود، قلت له افعل ياولدي
وانتهى الحوار، وفي اليوم التالي أعاد سؤاله، فأجبته بمثل إجابتي ، لكنني توقفت قليلاً مع سؤاله، وهو الذي لم يتجاوز الخمس سنوات ونصف، وقلت شكراً لكم بني صيهون وإن كنتم لاتستحقون الشكر، لقد غرستم في ولدي دون قصد منكم حب الجهاد، وفطمتموه على كرهكم، لقد علمتم ولدي أن الشهادة أسمى مايطمح إليه الطامحون، شكراً لكم أنكم أيقظتم هذه الروح في قلوب الصغير قبل الكبير، ماخطر ببالي يوماً أن يسألني ولدي عن حماس، عن تلك الشجرة المورقة التي استمدت نهجها من معين صاف، بدأه رسول الله، ثم جدده شهيد الإسلام الإمام البنا في العصر الحديث، لم أكن أعرف كيف كنت سأشرح له هذه المعاني العظيمة، وكيف كنت سأحدثه عن الجهاد ضد الأعداء، وهو الغض الطري، الذي في مقتبل حياته، شكراً لكم أن وحدتم الأمة، وجمعتم كلمتها، وأيقظتم الإيمان المخدر في قلوب أبنائها، لقد اجتمعت الأمة ولأول مرة على طريق واحد، شجبت، استنكرت، تفاعلت، أعلنت عن أرواحها لتقدم رخيصة لترفع اللواء، شكراً لكم أن جعلتم عيوننا تذرف لحال إخواننا، لقد جعلتمونا نسترخص الموت في سبيل الله، أشعرتمونا بعز الإسلام، وبمعية الله ، وبفضله على من اصطفاهم لحمل اللواء حين سقطت كل الرايات، لقد ذكرتموني في انتفاضتكم الأولي حين قلنا حان قت الجهاد بالمال، وإذا بطفل صغير يتبعني خلف السيارة راكضاً وهو يقول، ياعم خذ هذا لإخواننا في فلسطين، وإذا به يناولني مايحمله في يده من( البسكوت)، ونظرت فإذا امرأة طاعنة في السن تنادي يابني، فقلت لها لبيك يا أماه، قالت خذ هذا لأولادنا في فلسطين، وإذا به طبق به مايقارب النصف كيلو من الأرز، فسالت دموعي، وقلت إن امة هذا حالها هي أمة لن تموت، حقاً هذه الأمة تمرض لكنها لن تموت، وتكبر لكنها لاتشيخ، وتهرم لكن ظهرها لاينحني، وتهادن لكنها لاتعطي الدنية في دينها، واليوم يتأكد صدق حدسي، إنها تلك اللحمة التي سطرتها ملاحماً سيذكرها التاريخ بأحرف من نور، لقد أيقظ اليهود معاني العزة في قلوب رجال أشداء، سطروا بجَلَدهم صفحات ناصعة البياض، الجثث تتناثر، والدماء تلطخ الجدران لكنهم صامدون ، وشامخون شموخ الجبال الشم الرواسي...
إن المرحلة وأحداثها توجب علينا تبعات جساماً:
1. حسن الصلة بالله عز وجل، فإن المحن تقرب من الله، بطول سجود، وصيام وقيام.
2. الدعاء، سهام الليل التي لا تخطئ طريقها، والإلحاح عليه سبحانه.
3. الثقة في نصر الله عز وجل وإن تباهى الأعداء بما يملكون من عتاد، فما عند الله يغني، ويكفي، ويقي.
4. التذرع بالأمل لأنه مفتاح النصر " {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21
({أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }الحج39
5. إن معايير النصر الربانية على غير معايير البشر، فليس النصر بقوة عتاد وسلاح، إنما بمدد الله تعالى لعباده، قال تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249
6. الجهاد بالمال، ولا أقول التبرع، فهو واجب علينا يرتقي مرتبة الفرض لحاجة إخواننا الملحة إليه، فأروا الله من أنفسكم خيراً ({مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }البقرة245
وفي موضع آخر في سورة الحديد يقول سبحانه ({مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ }الحديد11
إن غاية المنى هى الفوز العظيم حين نقدم أنفسنا وأموالنا لله عز وجل، قال تعالى ({إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111
د.إيهاب فؤاد

16 comments:

(صندوق الدنيا) said...

بارك الله فيك أخي الكريم
حقا شكرا لهم...وهم لا يستحقون!

أحمد سعيد بسيوني said...

جزاكم الله خيرا

والله نفس الفكرة كنت هاكتب عنها

ولكن حضرتكم كفيتم و وفيتم

فشكرا لكم وبورك فيكم

أحمد (زوج مخنوق ). said...

أخي د ايهاب
مع ما في واقعنا من عيوب
الا انه لا زال هناك فرجة نور فيما يحدث
رأينا التوحد بين الناس
رأينا عموم الغضب بين الناس
و لكنها ليست الاولى
اخي د ايهاب
من عشر سنين عندما دكت غزة و الضفة الغربية ايضا وقف الشعب و صال و جال
وبعد؟؟؟؟؟
نسينا فلسطين
و جاءت العراق و ايضا توحد الشعب وصال و جال
و بعد؟؟
ثم فلسطين ثم العراق ثم افغانستان ثم لبنان ثم الدنمارك ثم ثم ثم ثم
الى متى؟
أذكر اني منذ الصغر و قد زرع بداخلي والدي حب الاستشهاد
و لكن اين السبيل اليه
جائز ان حبي للاستشهاد هو أكثر ما يؤلمني في هذه الاحيان
فانا ارى القتال في سبيل الله دائر
و العجز يقتلنا
و يمنعنا

تحياتي

د.إيهاب فؤاد said...

الاخت الكريمة أم البنين
أشكر لك تفعيلك للمدونة، جزاك الله عني خير الجزاء
وأشكر مرورك ومتابعتك

د.إيهاب فؤاد said...

وفيك يارك يا أخ أحمد
مرور كريم، وأشكر متابعتك للموضوع

د.إيهاب فؤاد said...

الأخ الكريم أحمد
مشاعر طيبة تؤجر عليها إن شاء الله
عودة الأمة إلى ربها، وتوحدها هذا ظاهرة صحية
يكفي إن لم نستطع فعل شيئاً أن نهتم بأمر إخواننا من المسلمين" قال صلى الله عليه وسلم " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"
ليس أقل من الهم يا أخي، وكل يؤجر على نيته، وليس أقل نمن أن نحدث أنفسنا بالغزو والجهاد في سبيل الله، فهذا نؤجر عليه أيضاً، قال صلى الله عليه وسلم"من لم يغزو وتحدثه نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق، وفي رواية مات ميتة جاهلية"
أن تحدثنا أنفسنا يالغزو،ونحن لانستطيع قهذا مايأجرنا الله تعالى عليه.أسأل الله أن يرزقنا النية الخالصة والصادقة.
مرور كريم أخ أحمد وبارك الله فيك

(صندوق الدنيا) said...

بارك الله فيك أخي الكريم
وليت مدونة حضرتك تظهر على قاريء المدونات
أسأل الله أن يبارك في قلمك وقلم أم حبيبة فكلاكما يكتب مقالات رائعة
أسأل الله أن يتقبل منكما

الفقيرة إلى الله أم البنات said...

استاذ ايهاب
عالم التدوين كسب قلم يستحق الاحترام قلم رائع
نشكر اختنا ام البنين على التعريف بمدونتك حضرتك
دمت صاحب قلم مميز انت والحبيبه أم حبيبه

مارلاى

Ahmed Kamal said...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيرا يا دكتور ، و بارك الله فيك

لقد توصلت إلى نتائج تشبه ما تفضلت به ، و أشكر الدكتورة إيمان التي دلتني على هذه المدونة الراقية

تحياتي لك

د.إيهاب فؤاد said...

جزاك الله خير أختى مارلاي، وبارك الله فيك على تعليقك الكريم

Mony said...

بارك الله فيك

و جزاك الله خيرا


نفس ما حدثت به نفسي

و نفس ما حدث مع ابني

لكن هل سيظل ابني مكتوف الايدي حين يكبر ليس امامه الا حب الشهادة و الجهاد بالمال و الدعاء
و التوحد مع باقي الامة في الشجب و الاستنكار


اتمني ان يفعل ما لم استطيعه


شكرا مرة اخري

الازهرى said...

استاذى العزيز

اشكر ام البنين تعريفى بك

قال الصادق الامين صلى الله عليه وسلم
" الخير فى امتى الى قيام الساعة"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

لكن للاسف نام الناس ويحتاجون الى من يوقظهم
والمتيقظ منهم يحتاج الى توجيهه الى الطريق الصحيح
وارجوا ان يكون الفرج من عند الله قريبا

تحياتى دوما

د.إيهاب فؤاد said...

ومعك أقدم شكري يا أزهري
كلنا يحتاج أن يثذكر ويتذكر
الفرج من الله ةيحتاج إلى مقدمات توجبه، بكثرة دعاء، وطول استغفار، وحسن توبة

كلمات من نور said...

بارك الله فيك أخي

كنت منذ يومان فقط اقول لأمي

سبحان الله يا أمي أبنائي في كل صباح يسألونني : هل لازوال الضرب قائما؟ فأقول نعم ..يقول الصغير :ياه إنه اليوم ال...

فيرد الأكبر : مافيش حد يساعدهم مش كده حرام؟؟؟؟؟؟؟؟
والأكبر يأتون من الجامعة والمدرسة ليفتحوا التلفزيون على قناة الجزيرة للمتابعة

شكرا لك أنت على هذا المقال أما هم فكما قال دكتور أحمد النقيب : يارب اجعل من أنفسهم من يكون عونا ومداا للمسلمين أو اخسأهم أجمعين

جزاك الله كل خير

ماما نور

نحو النور said...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
انا د- اسماعيل موسي تقابلنا سويا في رحلة العودة من الخرطوم الي القاهرة يوم الجمعة اول ليلة في رمضان
كل عام و انتم والامة بخير
ارجو ان نتواصل بالميل حاليا حتي نلتقي قريبا ان شاء الله
ismailmosa@gmail.com

د.إيهاب فؤاد said...

الأخ الفاضل د.إسماعيل
يشغلني منذ فترة كتاب بعنوان عابرون بلا أثر، اتحدث فيه عن العبور المفخخ في الحياة، وعن الذين يعبرون تسيمي الأثر، قد ترى إنساناً مرة واحدة لكنه يترك فيك أثراً لا يمحى وأرجو أن تكون منهم
أشكر لك مبادرتك الكريمة، ونتواصل على الخير دائماً