Friday, May 8, 2009

أيها الساكن قلبي

أيها الساكن قلبى ودمى لست أدرى ماالذى جدد فى القلب شجنى ونكأ جراحه بعد طول سنين، رغم طول الشوق ولهفة الحنين..أيها الساكن قلبى، يا من استوطن مساحاتي ،وغرَّد فى حناياى ، وانـتشى في لحظات صمتى ودوامة عمرى، واستقر في اوردتي ،وجرى فى شرايينى، وسرى فى جنبات نفسى، وسبح في أوديتى وأنهارى ، وتدفق في بساتـيـني ، وامتزج في كـياني، واختلط بعظمى ودمى....أيها الساكن، كيف تعيش وحدك، لست أدرى؟لست أدرى كيف أعيش فى بعدك وحدى ، لست أدرى!!عشرون عاما خطت السنون على وجهى خطوط حزن ومجرى دموع وصدى آهات وآلام لبعدك مذ خلفتنى أصارع الحياة وأنا فى مهدها وتصرعنى الأيام وأنا وليدها،كُنتَ لى واحة من الحب غنَّاء،ونسيماً عليلاً وصدراً حنوناً، وأملاً أن أرسم البسمة على وجهك يوما..ايها الساكن نفسى لست أنسى يوم ودعتنى وأنا المبتسم وإذا بأنهار من الدموع تملأ عينى وتشعل قلبى وتمحو بقايا من لحظات فرح انقطع صوتها وتمزق صداها فى نفسى،اغرورقت بالدموع عيناى وأنا أحتضنك ولم أكن أدرى أنه فراق لا لقاء بعده، وبُعدٌ لاقُربَ بعده..أحسست أن حزن الدنيا قد تجمع فى نفسى وأن روحى قد حُبست فى سراديب من الألم حتى أمضيتُ سنواتٍ لايرقأ لى دمع ولايغمض لى جفن إلا وأنت فى عقلى وقلبى فبت وكأن البكاء فالق كبدى..أيها الساكن نفسى لست أنسى أننى حين ودعتك كنت أحلم أن ألقاك بأحلام وصروح تمنيت أن تراها فىَّ وإذا بى أعود لأفتش عنك فى جنبات بيتنا الذى استشعرتُ حزن جدرانه وسكون بواباته وذبول أوراق شجره وسقوط ازهار وروده لأنك تركتها وقد بنيتها من قبل بالأمل والطموح الذى قطعه داعى الموت..أيها الحبيب والغالى لست أنسى أننى كلما رسخت فى الأرض قدماى ومضيت فى طريق الحياة خطوة أتذكر من كان سببا فى وجودى ومن علمنى كيف يصبح المستحيل سهلا يسيرا،كلما تعثرت قدماى أو كبوتُ أتذكر كيف ربيتنى على الأمل وعلى أن الصبر أول مراتب الإنجاز، كلما شغلتنى الدنيا بزخارفها، وطاردنى هاجس المال وشهوته أتذكر كيف عشتَ زاهداً فى الدنيا، تنفق بلا حساب وتعطى بلاتردد،أيها الساكن قلبى كم أحبك، ولهذا أهديك أعطر الكلمات وأزكى الدعوات فأنا من سعيك أحيا ،وبفيض نورك أضئ دربى، فسلام عليك يا أبتى وعلى روحك فى عليين .
د. إيهاب فؤاد

4 comments:

(صندوق الدنيا) said...

نسأل الله أن يرحم والدك وأن يجعله من أهل الفردوس الأعلى

د.إيهاب فؤاد said...

سباقة دائماً يا دكتوره
بارك الله تعالى فيك

كلمات من نور said...

سبحان الله يا دكتور إيهاب

كل إنسان لديه من يسكن قلبه

سواء أن كان والد أو جد أو خال

وتمر السنوات ويظل ساكنا في القلب

ربط الله على قلبك وقلوبنا و ألهمنا

الصبر على فراقهم

ما أخبار الكتاب الجديد يا دكتور إيهاب؟

ماما نور

د.إيهاب فؤاد said...

شكراً لمرورك أختي الكريمة ماما نور
أسألك الدعوات ، الكتاب جاهز منذ فترة ولم أنشره بعد، دعواتك بالله عليك بظهر الغيب
بارك الله مرورك